برزت في وسائل الإعلام مؤخراً قضية لاعبة كرة سلة مسلمة رفضت محكمة سويسرية طعناً تقدمت به اللاعبة احتجاجاً على قرار منعها من ممارسة لعبة كرة السلة أثناء المباريات وهي ترتدي الحجاب.
فقد رفضت المحكمة الجزئية في مقاطعة لوتسرن بوسط سويسرا الطعن الذي تقدمت به اللاعبة السويسرية من أصل عراقي، سرى الشوق، قائلة: "إن القرار مقبول ولا يمثل قمعاً" كما رفضت المحكمة في قرارها السماح للاعبة المسلمة ارتداء الحجاب أثناء اللعب حتى البت في القضية بشكل نهائي، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية مؤخراً.
وبررت المحكمة قرارها بأن منع اللاعبة من ارتداء الحجاب أثناء المباريات جاء "امتثالاً لتعليمات الاتحاد الدولي لكرة السلة الذي يحظر الرموز الدينية أثناء المباريات حيث يمثل احترام القواعد الدولية قيمة أعلى من اهتمامات اللاعبة الخاصة" حسب البيان.
في المقابل نوه الحكم في سابقة هي الأولى من نوعها إلى أن "الحجاب متنازع عليه بين المسلمين إذ ترى طائفة منهم أنه فرض في حين يرى آخرون انه قرار فردي اختياري."
ومن المتوقع أن تستأنف اللاعبة القرار أمام سلطة قضائية أعلى.
وقضية الحجاب في الملاعب ليست جديدة، ففي مطلع 2008 حُرمت عداءة مسلمة في المدارس الثانوية الأمريكية، اسمها جوشوانا كيلي، من خوض غمار سباق محلي لارتدائها الحجاب.
وفي العام 2007، أثار حجاب لاعبة مسلمة في الحادية عشرة من عمرها أزمة في مباراة كرة قدم نسائية في كندا، وذلك بعد أن طلب حكم المباراة من اللاعبة خلع حجابها بحجة أنه قد يؤذي إحدى اللاعبات في الملعب، الأمر الذي دفع فريقها إلى الانسحاب من الدورة الرياضية، إلى جانب 4 لاعبات أخريات.
وفي الوقت الذي صرح فيه المتحدث باسم الاتحاد الكندي لكرة القدم، بأن الاتحادات المحلية لها الحرية في تفسير قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن أغطية الرأس، أكد رئيس المجلس الإسلامي الكندي أن ما حدث ضد الفتاة المسلمة تصرف غير مقبول، ويكشف عن جهل، لأن الحجاب لا يعرض أي لاعبة للإيذاء البدني.
وحظي قرار حكم المباراة بتأييد عدد من كبار المسؤولين وزعماء الأحزاب في مقاطعة كيبيك، بينما عارضه البعض الآخر، غير أن صحيفة "لاغازيت" الكندية انتقدت موقف الحكم واتحاد كيبيك المحلي لكرة القدم، باعتبار أن قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم لا تمنع ارتداء أي من أغطية الرأس أو الوجه والركبة، مادامت مصنوعة من مواد لينة وغير صلبة.
وفي العام 2004، تنحى حكم في أستراليا بعد أن أمر لاعبة مسلمة بخلع حجابها واعتراضه على سروالها المختلف عن زي الفريق، الأمر الذي جرّ عليه انتقادات شديدة، وفقاً لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط في حينه.
نجم عن طلب الحكم إلغاء مباراة كرة القدم النسائية بعدما رفضت اللاعبة المسلمة خلع حجابها.
وقال المسؤول عن الحكام في اتحاد كرة القدم بولاية فيكتوريا، كريس بامبريدج، إن الاتحاد يحقق فيما إذا كان الحكم قد انتهك قوانين مناهضة التمييز، مضيفاً أنه "لا يوجد في لوائح اتحاد كرة القدم في فيكتوريا ولا يوجد في قوانين اللعبة ما يتناول بصورة خاصة أغطية الرأس مثل الحجاب."