السلام عليكم
يبدوا أن (روزا كوليشوفا) من روسيا , هي التي حصلت على أكبر قدر من الشهرة بين الذين يمتلكون قدرة الرؤيا عن طريق لجلد , حيثُ نجد قصتها تتكرر في مختلف كتب ومجلات البارسيكولوجيا (علم القوى الخارقة). وتبدأ القّصة عندما اختبر الطبيب (ايوزين م. غولدبيرغ) مريضته المصابة بالصرع وشبه العمى, وذلك بأن عصّب عينيها بإحكام, فمررت (روزا) بنصر وخنصر يدها اليمنى, على صورة ملونة فراحت تسمّي الألوان الموجودة في أجزاء الصورة بدقة .
الظاهرة ومعناها:
بعد سلسلة من التجارب المحكمة لإزالة الشك والتأكد من وجود قدرة الرؤياعن طريق الجلدقام غولدبيرغ بعرض الفتاة على المؤتمر الإقليمي لرابطة علماء النفس في تاجيل 1962م, الذين اخضعوها بدورهم لتجارب أُخرى مُختلِفة , هدفها التأكد بأن الفتاة تملك مثل هذ القدرة, وجاءت نتائج إختبارات هذه التجارب قاطعة في هذا الشأن. ثم اخضعها فريق الباحثين في (سفردلوفسك) وبإشراف الدكتور (شافر) الأخصائي بالأمراض العصبية (لسلسلة من التجارب, لاختبار عدد كبير من الفرضيات, منها أن هؤلاء الباحثين كانوا يعتقدون أن (روزا) لاتملك سوى حساسية خاصة تسمح لها التمييز بين مختلف الألوان الكيميائية . لذا وضعوها خلف حاجز سميك وعصّبوا عينيها باتقان مع ذلك استطاعت أن تُميز اللون الأحمر والأصفر والأخضر, التي غطيت مرة بلوح من الزجاج وأخرى بورق السلوفان. كذلك استطاعت أن تقرأ نصوصاً مكتوبة ونوتات موسيقية من خلال ألواح فاصلة من الزجاج . لم تكن المسألة إذن حبيبات لصبغات. وعندما اعتقد دكتور شافر أنه من الممكن أن تتأثر روزا بتباينات الحرارة الطفيفة للغاية, باعتبار أن ألوان الطيف الشمسي تمتص وتعكس كميات مختلفة من الحرارة, عمد إلى تسخين لوحات الألوان الباردة كالأزرق والبنفسجي الفاتح وإلى تبريد لوحات الألوان الساخنة كالأحمر. ولكن هذا التعديل في الحرارة لم يؤثر على تعرّف (روزا) بسرعة على الألوان .
ولم تتوقف الاختبارات على (روزا كوليشوفا) فقد قام الدكتور نوفوميسكي في مختبر علم النفس في (تاجيل) باختبار للتعرف على لون وشكل منحنى مرسوم على مرسام للذبذبة . ثم قراءة نص مسأئل حسابية عرضها على الجانب الخلفي لشاشة تشبه شاشة التلفاز بواسطة إصبعها والتمييز في لون السوائل الموضوعة في أنابيب لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو الذي يمتلك تقانات عالية في الكشف والقياس الفيزيائي, وكانت نتائج جميع الاختبارات تشير إلى أن (روزا) تمتلك قدرة الإبصار عن طريق الجلد , وأكثر من هذا فقد تطورت هذه القدرة بعد الممارسة والتدريب, حيث امتدت في بعض الأصابع في يد واحدة إلى جميع الأصابع في كلتا اليدين , ولأشياء صغيرة جداً, مثل صور الطوابع البريدية , وعن بعد وخلف أشياء سميكة مثل الجدران .